الجزء الأول
المغرب و الحضارات الإسلامية
عكس باقي بلدان المغرب العربي لم يكن فتح المغرب بلامر السهل فقد استغرق لأمر نصف قرن من 646 إلى710
مقدمة
امتدت الدولة الإسلامية في عهد الخليفة عثمان بن عفان (23-35 هـ) على مجال شاسع من خراسان و أذربيجان شرقا إلى طرابلس غربا. وكانت الحملات الاستطلاعية الأولى التي قامت بها الجيوش الإسلامية باتجاه بلاد المغرب منذ سنة 27 هـ تهدف إلى اختبار الجيش البيزنطي الذي تراجع نحو المناطق الشمالية لإفريقية، غير أن فتح بلاد المغرب استغرق فترة زمنية طويلة نسبيا تعددت خلالها الحملات إلى حين وصولها إلى المغرب الأقصى والأندلس. ومهّد هذا الفتح إلى تلاقح الثقافتين الإسلامية والإفريقية مما أفرز تحولات حضارية جذرية شملت جميع المجالات الثقافية والعلمية والاجتماعية والعمرانية أدخلت بلاد المغرب كطرف فاعل في الحضارة الإنسانية.
مراحل انتشار الإسلام ببلاد المغرب
أقبل البربر على اعتناق الإسلام مُنذُ السنوات الأولى للفتح الإسلامي، وانضمَّ الكثير منهم إلى الجُيوش الفاتحة وشاركوا العرب في الغزوات والمعارك، ضدَّ الروم وضدَّ بني قومهم الذين لم يدخلوا الإسلام بعد ، واستمرَّ البربر يدخلون في الإسلام تباعًا مع تقدم الفُتوحات، حتَّى انتهى أكثرهم إلى قُبول الإسلام، وبقيت قلَّة صغيرة على المسيحية و اليهودية و الوثنية كذلك، أثَّرت الفُتوحات في المغرب على ديمُغرافيا شبه الجزيرة العربية اذ عرفت بعد قرى الحجاز و اليمن هجرة بعض سكانها إلى البلاد المفتوحة مما أدى و مع مرور الزمن إلى استعراب أغلبية البربر
عن طريق الاختلاط وتبادل الثقافات لتظهر عبر التاريخ الإسلامي للمغرب العديد من السُلالات الحاكمة البربريَّة التي حملت لواء الدفاع عن الإسلام والمُسلمين، مثل المُرابطين والمُوحدين، و ليصبح المغرب أحد مراكز الثقل الإسلامي في العالم
عن طريق الاختلاط وتبادل الثقافات لتظهر عبر التاريخ الإسلامي للمغرب العديد من السُلالات الحاكمة البربريَّة التي حملت لواء الدفاع عن الإسلام والمُسلمين، مثل المُرابطين والمُوحدين، و ليصبح المغرب أحد مراكز الثقل الإسلامي في العالم